الرشاقة تنساق كثير من الفتيات والسيدات إلي تجربة كل جديد في مجال الريجيم, ومن أحدث الطرق التي بدأت تنتشر الآن استخدام أدوية وعلاجات مرض السكر في التخسيس, لكن ذلك لايتحقق بشكل جيد لأن هناك ممارسات خاطئة سواء علي مستوي الفرد أو الاسرة تسبب البدانة أو الارتداد إلي الوزن الزائد بعد الوصول إلي الوزن المثالي.
هذه الأمور ناقشها المؤتمر الذي عقدته الجمعية المصرية للتغذية الطبية والعلاجية من خلال24 بحثا ومحاضرة طبية في هذا المجال, وقد أكد رئيس الجمعية د. عمرو مطر الاستاذ بطب قصر العيني أن السمنة ليست مرضا مزمنا ولا وراثيا, لذا فاجتنابها ومعالجتها أمر سهل إذا ما تم الالتزام بنمط صحي للحياة هو الاقرب لسلوك الإنسان في سنوات عمره الأولي,
حيث يكون كثير الحركة دائم الانتقال يتناول الاغذية في صورتها الأولية الطبيعية غير المعقدة مثل الفاكهة والخضراوات الطازجة والعصائر التي لا تحتوي علي سكريات مركبة والاطعمة غير الدهنية, وحذر د. طارق علي رشدي استشاري ورئيس وحدة التغذية الإكلينيكية والاستاذ بكلية طب قصر العيني في بحث بعنوان التحديات والكفاءة في التعامل مع مرضي السمنة من خطورة اتباع النظم الغذائية وكسرها بصورة متكررة وهو ما يعرف طبياyoyodieting لان هذا يؤدي إلي عجز الهيبوسلموس وهو مركز في المخ يعمل علي تسجيل وزن الجسم المطلوب الحفاظ عليه وتثبيته, فيعجز هذا المركز عن تحديد نقطة تثبيت الوزن لان تحديدها يحتاج إلي تثبيت وزن الجسم ثلاثة أو أربعة أشهر متتالية, وأكد البحث أهمية تناول الالياف القابلة للذوبان وقدرتها
علي الحد من السمنة وتقليل الشهية. وأشار دكتور طارق رشدي إلي ضرورة قياس الانسولين دوريا عند مرضي السمنة حتي لو لم يكونوا من المصابين بالسكر لأن ضبط الانسولين ضروري لانجاح محاولات تخفيض الوزن, خاصة ان الخلية الدهنية لاتستجيب لمحاولات انقاص الوزن إلا في حالة ضبط مستويات السكر في الدم, وأضاف أن ازدياد حجم الخلايا الدهنية بصورة كبيرة يحد من قدرة الجسم علي فقد الوزن ونقص حجمها يزيد من قدرتها في فقد الوزن.
وبالنسبة لهرمون الجريلين فهو المتهم الأول حاليا في قائمة مسببات زيادة الوزن نظرا للزيادة الكبيرة في افراز هذا الهرمون عند البدناء خاصة عند قيامهم بمحاولات لانقاص الوزن من خلال الاقلال من حجم المعدة, مما يؤدي إلي زيادة افراز هذا الهرمون فيزيد الشعور بالجوع, وهذا يفسر فشل البعض في الاستمرار في اتباع النظم الغذائية. وتلعب التحديات الاجتماعية والنفسية التي يواجهها مريض السمنة دورا كبيرا في فشل انظمة تخفيض الوزن, حيث تسود انماط غذائية خاطئة ويقل الاهتمام بعناصر جودة الحياة مثل ممارسة الرياضة, ومن التحديات التي تواجه مريض السمنة نوبات الاشتهاء الشديدة للسكر, وهي نوبات تزداد عند اتباع نظم غذائية خاطئة
ولهذه النوبات آثار خطيرة لأنها تضاعف احتمالات حدوث مرض السكر عند من يعاني من السمنة. وحذر الدكتور طارق رشدي من التجارب الحالية التي تجري في الغرب باستخدام علاجات السكر لمساعدة مريض السمنة علي فقد الوزن لانها تفتح الباب لمضاعفات خطيرة تواجه مريض السمنة بمجرد توقفه عن استخدام هذه الأدوية, كما لوحظ ايضا الاعتماد علي بعض الادوية الخاصة بالتعويض لخفض الوزن عند مرضي السمنة وهو ينتهي بمشكلات صحية. وقد أوصي المؤتمر الاطباء والعاملين في مجال التغذية وعلاج السمنة بضرورة الالمام بكل المشكلات الصحية لمرضاهم حتي لا يؤدي الجهل بها إلي وصف اساليب غذائية تتعارض مع متطلباتهم الصحية أو ادويتهم, كما اوصي بتشكيل فرق طبية من كل التخصصات وتلم باساسيات وحقائق التغذية الطبية والاكلينيكية السليمة للمرضي.
